في فلسطين يتغنى الجميع باسم معشوقهم الأول " محمد أبو تريكة " , الأطفال يداعبون كرة القدم في الشوارع متقمصين شخصية لاعب خط الوسط المصري الشهير , بينما يأخذ أضعفهم دور الحارس الكاميروني " كاميني " الذي اهتزت شباكه في نهائي أمم إفريقيا بأقدام أبو تريكة , معلناً الأخير عن تتويج مصر بلقب البطولة الإفريقية للمرة السادسة في تاريخها.أما متاجر الأدوات الرياضية في فلسطين فقد زاد الطلب فيها على قميص الأهلي صاحب الرقم " 22 " الذي يرتديه أبو تريكة كنوع من الحظ حيث يفضله اللاعب المصري على الرقم " 10 " لأسباب خاصة تعود له , وعلى الرغم من ندرة البضائع في ظل الحصار الصهيوني الخانق على القطاع إلا أن محمد أبو تريكة كسر الحصار عن جدارة وتربع على عرش قلوب الفلسطينيين حينما تضامن على طريقته الخاصة مع فلسطين وقطاعها المحاصر في لقاء منتخب بلاده أمام السودان في الدور الأول من البطولة الإفريقية , حينما كشف اللاعب المصري عن فانيلة كُتب عليها " تعاطفاً مع غزة " في موقف أثار إعجاب العرب عامة والفلسطينيين خاصة فيما أربك حسابات المسئولين عن البطولة دون أن يتمكنوا من معاقبة أبو تريكة ليكتفي حكم اللقاء بمنحه البطاقة الصفراء بحجة خلع أبو تريكة لقميص المنتخب المصري . ومن النماذج التي تأثرت بشدة بموقف اللاعب " أبو تريكة " عكف جميل محمد مقداد " 53 " عاماً صاحب مطبعة دار المقداد للطباعة في مخيم الشاطئ على تكريم اللاعب المصري , حينما قام بطباعة " 2000 " صورة لأبو تريكة على نفقته الخاصة ليوزعها على الراغبين في الحصول على " بوستر " للملك أبو تريكة.وقال مقداد مدير مطبعة جامعة الأزهر بمدينة غزة : " لا يمكن تصور ما قام به اللاعب أبو تريكة خاصة وأنه كان يعيش أجواء وضغوطات كبيرة إثر منافسة منتخب بلاده على لقب أمم إفريقيا " , وتابع مقداد قوله : " كان على اللاعب منح كامل تركيزه لمصر خاصة وأنه لاعب مؤثر جداً لكنه لم ينس غزة ولم يتجاهل الجرائم التي تقام بحق أبنائها مما يؤكد أنه لاعب من طينة خاصة ".وأكد مقداد أحد عشاق القلعة الحمراء " الأهلي المصري " على أن ما قام به اللاعب أبو تريكة أكسبه حب الشعب الفلسطيني سواء أكانوا محبين للأهلي أو الزمالك وحتى من هم بعيدين عن متابعة كرة القدم وعالمها المثير .وأشار مقداد إلى أن موقف أبو تريكة دفعة إلى العمل على رد الدين للاعب المصري الكبير من خلال طباعة صور خاصة له على نفقته الخاصة وصل عددها إلى " 2000 " بوستر قام توزيعها على محبي اللاعب وعشاقه وذلك على الرغم من شح خامة الأوراق وندرتها في البلاد .وعاد مقداد بذاكرته إلى الوراء مؤكداً على أن أول لقاء للأهلي المصري قام بمتابعته يعود إلى فترة الستينيات عبر تلفاز متواضع في مقهى عام إلا أنه حرص على متابعة دقائق المباراة باهتمام كبير بهدف رؤية الأسطورة صالح سليم, فيما نال مقداد شرف حضور لقاء الأهلي والزمالك في العام " 1985 " مباشرة من على مدرجات اللقاء حينما فاز الأهلي على غريمه التقليدي بثلاثة أهداف لهدفين في مباراة كان فيها النجم حسام حسن شبلاً صاعداً . وفي نهاية حديثه تعهد جميل مقداد بطباعة صور خاصة للاعب أبو تريكة يتم من خلالها تغطية جنبات ملعب " فلسطين " في حال تمكن منتخب الفراعنة من دخول قطاع غزة ولعب مباراة ودية مع المنتخب الفلسطيني خاصة وان الجماهير الفلسطينية ستكون على موعد خاص مع لقاء معشوقها المصري وجهاً لوجه في حال تحقق الحلم بقدوم مصر وزيارتها للأراضي الفلسطينية .